استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا

[center]قصة الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز تبين فضل الاستغفار


عباد الله الصالحين لا يحبون التباهي والشهرة وكان الناس يعرفونهم باسمائهم فقط ولا يعرفون أشكالهم في القدم وذلك لعدم توفر الوسائل الإعلامية الحديثة التي تنقل الصورة ( التلفزيون ، الجرائد والمجلات ).
كان الإمام أحمد بن حنبل رغم علمه لايكتفي بعلمه ويتنقل من مكان إلى مكان كيف وهم الذين يقال عنهم (( لا يزال المرء عالماً حتى يظن أنه قد علم فقد جهل )).
بينما كان الإمام أحمد بن حنبل في سفر له أليل له الليل وهو قرب قرية فدخل المسجد وصل العشاء وأخز مرقده في المسجد ، فجاء إليه حارس المسجد وطلب منه المغادرة لأن المكان للعبادة فقط وكان بإمكانه أن يقول له (أنا الإمام أحمد بن حنبل) فلو قال ذلك لهرعت إليه القرية عن بكرة أبيها وأكرموه ولفتحت له الأبواب ، ولكنه أخذ يقنع حارس المسجد ولكن الحارس رفض فقال له الإمام :
سوف أقيم الليل في هذا المسجد . .
فوافق الحارس .
ولكن الإمام كان مرهقاً من السفر فقد نام في إحدى السجدات .
فأخذ الحارس يجره من رجليه علي الأرض إلى أن خرج به خارج المسجد وهو يجره من رجليه على بطنه ..
وكان هناك خباز له مخبز قرب المسجد فقال للحارس :
أتركه سأجعله ينام معي ..
ففرش للإمام أحمد فرشاً على الأرض داخل المخبز وهو لا يعرف أنه الإمام احمد حنبل ..
فلاحظ الإمام أن هذا الخباز يحرك فمه أثناء عمله فدار بينهم الحوار الآتي /
الأمام أحمد : أراك تحرك فمك . ماذا تقول .؟؟

الخباز : أعمل في هذا المخبز ثلاثون عاماً فلا أجد لنفسي سوى الإستغفار .

الأمام أحمد : ثلاثون عاما استغفار ليل نهار ؟؟

الخباز : نعم .. وما دعوت الله دعوة قط إلا واستجيبت لي في الحال
إلا دعوة واحدة .


الإمام أحمد : ما هي .؟؟

الخباز : بالأمس دعوت الله أن يزورني " الإمام أحمد بن حنبل " ولم تستجاب لي .


الإمام أحمد : ثكلتك أمك أوتعلم أن دعوتك هذه أتت بي إليك جراً بالأرض .


فضل الاستغفار عظيم جداً ولا يمكن سرده في هذه السانحة خوفاً من أن أطيل على القارئ الكريم .
لكننا نكتفي بقول الله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12})صدق الله العظيم
سورة نوح الآيات ( 10 – 11 – 12 )
وجزاكم الله خيرأ